يحمل اسمَهُ “نادر الغريب” بجدارة كما لاحظتُ عندما كنّا في سنة الماجستير معاً في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم.

انقطعَتْ أخبارُه بعدها، وعرفتُ فقط أنه يسافر من بلدٍ إلى بلد، يعيش وحيداً متنقّلاً بين المقاهي والفنادق وقارعات الطرق. أسبوعان هنا، ثم أسبوعان في الطرف الآخر من الكرة الأرضية.

يضع مجانا بين الآن والآن برمجيات ترفيهيةً صغيرةً على الإنترنت لتكونَ بمتناول الجميع، أو أخرى مهنيّةً يبيعها لِتسمح له حياةً بوهيمية حرّة يطوف بها العالَم، ترافقه حقيبةٌ شخصية وكمبيوترٌ محمول فقط!

نسيته، قبل أن أجد، في صباحِ يومٍ من صيف 2027 أُعلِنتْ بعده حالة طوارئٍ استثنائية في عموم الأرض تقريباً، ماكينتوشاً في زبالة! لم أعرف بفضله فقط كل حقيقة يوميات نادر خلال أكثر من 4 عقود، بل كل أسرار حياتي الغامضة المطمورة أنا نفسي، وما هو أهمّ من حياته وحياتي بكثير.

تتنقّل هذه الرواية في جغرافيا العالَم من رحيلٍ إلى رحيل، وتندمج في أحشاء تاريخه الحديث، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، وحتى صيف 2027 بكلِّ مصائبه الكونية الانهيارية الماحقة، لِتسردَ لنا هذا الزمن المعاصر الغامض، من وحي تجارب حيوات متقاطعة فريدة تعبرهُ طولاً وعرضاً، وتتفقُ معاً على أن “الحياة ليست درباً بهيجاً لا غير، ولا وادي دموعٍ لا غير. هي متاهة تصنعها الصدف والمفاجآت، الحاجة والضرورات، الغدر والخيانات، والسعادات الصغيرة أيضاً”.