كنت هذا الشهر ضيف مجلة “واحد” Wahed التي تظهر بالعربية والفرنسية معا.
اختارت المجلة نصا من رواية قادمة لي (التاسعة، الخامسة في دار الساقي)،
ترجموه للفرنسية ونشروه بجانب النص العربي.
الرواية عنوانها كلمة (من ٣ أحرف) وزنها مع ذلك: ٩٠٠ مليون طن:
وحي.
قصتي مع كتابة “وحي” رواية بحد ذاتها، سأتحدث عنها يوما ما.

ستظهر الرواية في الخريف،
لكنها تسبب لي دربكات من الآن:
استلمت مثلا هذا الإيميل، من روائي وناقد عربي كبير (نشر أول رواية له وأنا في بداية المدرسة الإعدادية!).
لعله (لست أدري) شمّ فعلا من عنوان الرواية ما تخفيه من علاقة نخاعية (صدامية وغرامية معا، وألف نعت وصفات أخرى، لا أريد البوح بهم من الآن) بالوحي والوحي المضاد،
بالوحي والوحي الآخر…

وربما أيضا شمّ ما تحمله الرواية من بعض بوحٍ وأسرار، وسرد حميمي، أشبه بنزيف، لا يترك بُعدا روائيا من أبعادي المفضلة دون أن يغوص فيه عميقا، عميقا، عميقا:
العشق، السفر، الميتافيزيقيا،
جنوب إيطاليا، عدن واليمن وحروب وأحلام الماضي والحاضر،
صلالة والربع الخالي،
الغلاباغوس وما أدراك ما الغلاباغوس،
الماضي العتيق والمستقبل،
تدحرجات الطبيعة الإنسانية،
وقبل هذا وذاك: الزمن الذي يمر…

كل ذلك في بنية روائية جديدة، لا خطية، مختلفة جدا جدا…
بكيت مرتين كطفل عند كتابتها،
وضحكت كمجنون عدة مرات…
((
العزيز حبيب
المبدع في الفكر والرواية والحياة
ولأنك كذلك اكتفيت منذ سنوات منك بقراءة ما تكتب، ولم أجرؤ على أن أكتب لك إلا نادراً جداً
لماذا الآن إذاً؟
ألأنّ توقي إلى قراءة (وحي) ما عاد له اصطبار؟
ألأني بحاجة إلى ما كتبت عن (المقاومة العلمية) للموت؟
ألأن الشوق (فاض بيّ ومليّت) على رأي أم كلثوم؟
أنا بحاجة إلى أن نلتقي. ربما تستطيع أنت أن تحضر إلى ***** بأهون من أن أحضر إليك حتى إلى بيروت.
كن بخير
))

استدراك ١): النص الذي ظهر بالعربية والفرنسية، في مجلة “واحد Wahed”، رابطه بالعربية هنا في موقعي:(المجلة متوفرة في كل المدن الفرنسية).