خبر صحفي عن رواية « وحي »:

صُدِرتْ مؤخرا عن دار الساقي رواية « وحي » (٢٥٥ صفحة) للروائياليمني حبيب عبدالرب سروري.

من أجواء الرواية:

(١)

((أيْ نَعَم، أضحى كل شيءٍ في حياتنا اليوم رقميّاً، ينسابُ في الأليافالضوئية للإنترنت: الغزل والعشق، الثورات والحروب، الاكتئاب والانتحار،ألْفِيّة ابن مالك والفتاوىأون لاين، أوجه القتلى والموتى الذين نضعهمعلى الشبكات الاجتماعية دون استئذان، وأيامنا التي تسيل بين أصابعناونحن نراكم صورَها، ننشرها، نبعثها للأصدقاء، نمسحها، نؤرشفها،نُضِيعها، ننساهادون أن نحياها بحقٍّ فعلاً.

كل شيء، بما في ذلك الوحي (أقول هذا وقد رمقتُ على شاشة هاتفيالجوّال رسالةً إلكترونيةً طازجة، عنوانها كلمة مغرية غاوية، تجعلني أفزّفزّاً: “وحي”)!))

(٢)

((وفْق الحلم، يلزمه أن يذبح طفله بالساطور الإبراهيمي، وليس بمسدس،وأن يبيع مسدسه بعد ذلك لِشراء ثمن قبر ابنه، وأن يدفنه بيديه معالساطور.

حينئذ، وحينئذ فقط، ستنتهي الحرب والعنف في هذا العالَم.

انتظرَ نهاية الأذان مباشرة. حربٌ أهليّةٌ جديدة تتفجّر في جوفِه وبينأضلعه. كلّ أفاعي العالَم تلتفّ على بعضها في صدره.

توكّل على الله، بسمَلَ، قرأَ آيات الكرسي والفاتحة، وذبحَ ابنَهُ عند بابالجامع مباشرة، استجابةً لدعوة الله له في الحلم، وقرباناً لتتوقّف الحربولينتهي الشر في كلِّ العالَم.))

(٣)

((سيكون، أستاذنا، جميلاً الحفرُ في الطبقات الأكثر عمقا لجيولوجياعلاقتك بالإيمان والوحي. يبدو لي أن هذه العلاقة مفصليّة جداً، تفرِّق بيننوعين متباعدين من البشر، في قطبين تفصلهما كلّ المسافات.

عندما تؤمن بحقيقةٍ قِيلَ أنها هبطت لإنسان، بواسطة وحي سماوي، فأنتتنظر باتجاهٍ أنبوبيّ، تفكِّر انطلاقاً من مسلّمةٍ غير مبرهنة (قد تكون حقيقة،وقد تكون دجلاً لا غير) وتعيش على نحو مقنَّنٍ وموجَّه، شعارُه: في البدءكان ساعي البريد، تقرير الهدهد، جبريل الذي يهبط من السماء السابعة.

وعندما لا تؤمن إلا بالحقيقةِ النابعة من التفاعل ومرور التيار بين قطبٍ منالأسئلة، وقطبٍ معاكسٍ آخر، الحقيقةِ المبرهنة علمياً (بالتجربة المختبرية أوبالدليل الرياضي، بالكربون 14 أو بحمض الـDNA، بالتحليل اللغويللنصوص أو بالنقد التاريخي…)، فأنت تنظر وتفكِّر وتعيش في عالَمٍ آخر،في الجهة المعاكسة للعالَم الأول، شعارُه: في البدء كان الثقب الذي يسمحبالرؤية، في البدء كان التساؤل والشك والجدل والبرهان.

أليس كذلك، عزيزي الغالي؟))

==============

جاء في الغلاف الأخير للرواية، كما كتبه دار النشر:

((رسالة غامضة باسم مستعار تصل إلى غسّان العثماني، وهو في طريقهإلى سورينتو لقضاء إجازته مع زوجته شهد، تثير لديه الكثير من المخاوف والتساؤلات.

تتوالى الرسائل بينهما ويغدو العثماني أسير شخص غامض ينبش ذاكرته القديمة، منذ حادثة « جامع العيدروس » في قريته في اليمن، وخروجه منالقرية إلى عدن وسنوات الدراسة والعمل الحزبي، وتاريخ علاقته بالإيمان والوحي، وسقوط المسلمات الدينية لديه.

عبر علاقة شائكة يسرد الراوي لمخاطبة المجهول الأوضاعَ التي آلت إليها اليمن ومدنها الجريحة، باحثا عن أسباب هذا الخراب وجذوره في الفلسفة والتاريه. ويبوح له بأهم أسرار ومغامرات حياته.

يقود الشغف غسان العثماني إلى موعد مع مراسله المجهول، منساقا خلف سحره الغامض، دون أن يدرك حجم المفاجأة التي تنتظره…

حبيب سروري كاتب وروائي يمني، وبروفيسور جامعي. « وحي » روايتهالتاسعة))